تحميل...

منوعات

جديدنا في بريدك

    اشترك في نشرتنا البريدية:

حوار إنسان

كلام من القلب

  • المزيد »

قراءة في عنوان

  • المزيد »

مقال الرأي

قضايا وملفات

صورة وتعليق

مقالات مترجمة

رسالة إلى المعني

قالت الحكاية

فن وثقافة

أخبار ومتابعات


    يريد الكاتب الصحافي شتيفان فايدنر بكتابه الجديد "الانطلاق نحو العقلانية. نقاشات حول الإسلام والعالم الإسلامي" تعديل النظرة الغربية للإسلام المتأثرة بالصيغ النمطية والتبسيطات، وذلك من خلال الإطلال على ظواهر معينة.

    يعد شتيفان فايدنر من أذكى المعلقين على القضايا المتعلقة بالأوضاع النفسية الخاصة بالعالم الإسلامي. وهذا الكتاب عبارة عن مجموعة من مقالات وتقارير وتحليلات ومراجعات لكتب أعدها وكتبها فايدنر بين عامي 1999 و 2011، وينقسم الكتاب إلى خمسة فصول موضوعية. ويرى شتيفان فايدنر أن الربيع العربي الذي أفضى حتى الآن إلى إجبار أربعة حكام مستبدين على التنحّي أو أدى إلى طردهم أو قتلهم، معتبرًا هذا الربيع نقطة انعطاف في العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامي.

    ويرى فايدنر أنَّ عصر الامبريالية وزمن أنظمة ما بعد الاستعمار التي حافظت على سلطتها بمساعدة الغرب قد ولّى الآن إلى غير رجعة، حيث بات المطلوب اليوم "رأب الصدع" على كلا الجانبين. وهذا الصدع يبرز على شكل انعدام الثقة بشكل متبادل ودائم، حيث لا يثق الغرب بالعالم الإسلامي وبخاصةٍ منذ الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، لأنه يعتبر المسلمين بالأساس على استعداد لاستخدام العنف وغير قادرين على تطبيق الديمقراطية، بينما لا يثق العالم الإسلامي بالغرب لأن المسلمين يعتقدون أنَّ الولايات المتحدة والأوروبيين أيضًا يمسكون بزمام الأمور في مناطقهم (العالم الإسلامي) من وراء الكواليس ويحيكون لها المؤامرات.

    رؤية تميز الاختلاف

    درس شتيفان فايدنر علم اللغة الألمانية وآدابها والفلسفة والدراسات الإسلامية وغيرها في جامعات بيركلي ودمشق. ويعمل كاتبًا ومترجمًا وناقدًا أدبيًا ويشغل منصب رئيس تحرير مجلة "فكر وفن

    دعوة من أجل نقد مدروس وموضوعي للإسلام: كتاب شتيفان فايدنر الجديد "الانطلاق نحو العقلانية" يقدم الربيع العربي أخيرًا إمكانية تجاوز عدم الثقة هذا وفقًا لرأي شتيفان فايدنر. ولا بد في هذا السبيل من تجاوز الجهل والتجاهل على كلا الجانبين وهذا الكتاب يريد المساهمة في التقدم في هذا الاتجاه. استبقُ الحديث في القول إنَّ المحاولة قد نجحت؛ فعلى الرغم من أنَّ النصوص مستقلة عن بعضها البعض وتجاوزت نشأتها الفترة الزمنية المحددة، إلا أن مواضيعها تكمّل بعضها بعضًا على وجه الإجمال وتتيح للقارئ نظرة مفصلة إلى طبيعة العالم الإسلامي تميِّز الاختلاف - كما نراها بالمنظور الألماني.

    ويتميّز الكتاب بموضوعين مركزيين شغلا فايدنر على مرّ السنين. الموضوع الأول هو السعي إلى تعديل رؤيتنا للإسلام المتأثرة بالصيغ النمطية والتبسيطات، وذلك من خلال الإطلال على ظواهر معينة مثل الشريعة الإسلامية عبر منظور غير معهود بالضرورة. ومن جهة أخرى يشغله السؤال عن مدى مشروعية وضرورة نقد الإسلام الذي كان موجودًا قبل الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، والذي ازداد بشكلٍ هائلٍ بعد ذلك، أمْ أنَّ هذا النقد لم يؤدِ إلا إلى متابعة حشر المسلمين في الزاوية ما يدفعهم إلى الدفاع عن دينهم بلا هوادة. وقد خصّص أيضًا لموضوع نقد الإسلام فصلاً خاصًا.

    الإسلام قالب جامد أم فكر نابض؟

    دعوة من أجل نقد مدروس وموضوعي للإسلام: كتاب شتيفان فايدنر الجديد "الانطلاق نحو العقلانية"

    إنَّ ما يهم فايدنر في البداية هو "تحديد الموقف"، كما جاء وصف الفصل الأول الذي يدور حول نص يبحث في مسألة كيفية وجوب رؤية الإسلام، فهل يجب اعتباره "قالبًا جامدًا" أم "فكرًا نابضًا" معينًا. القالب جامد قلما يستطاع المرء تغييره، في حين أن الفكر مرن ويستطيع المرء التدخّل فيه وتكييفه مع الاحتياجات. ويسود في الغرب الإصرار على رؤية الإسلام بوصفه قالبًا بحجة أنه استبدادي ومعاد للديمقراطية ولا ينسجم مع طبيعة دولتنا الغربية المتسمة بالتعددية بحسب الرأي السائد.

    أنصار أطروحة صدام الحضارات الأكثر إثارة للجدل في القرن الحادي والعشرين: توفي الباحث السياسي الأمريكي صموئيل هنتنغتون في 24 كانون الأول/ديسمبر 2008 عن عمر يناهز 81 عامًا. ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك، مثلاَ الباحث السياسي الراحل صموئيل هنتنغتون الذي فقد وصَّف الإسلام، بغض النظر عن الزمان والمكان، بأنه دينٌ عدائيٌ بالأساس، لا يمكنه أنْ يتعايش في سلامٍ مع معتقدات دينية أخرى، لذلك سيتسم المستقبل في المناطق التي يلتقي فيها الإسلام بديانات أخرى بوجود "صدام للحضارات".

    ويرى شتيفان فايدنر أنَّ هذه الرؤية لا تأخذ الشروط التاريخية بعين الاعتبار، فكل ديانة تتغيّر بمرور الزمن، والإسلام بدوره لم يبقَ في الألف وأربعمائة عام من تاريخه بلا تغيير. إذن، هل يتناسب الإسلام مع الديمقراطية الحديثة؟ يكتب فايدنر في هذا السياق أنه: "لا يمكن القول بأن الإسلام يتفق كليًا مع الديمقراطية الحديثة، كما لا يمكن استبعاد وجود توافقٍ معيَّنِ".

    التكيف مع طبيعة الحياة على الطريقة الإسلامية

    يقول فايدنر إنَّ الشكل الأصلي للمسيحية أيضًا لم يكن متوافقًا مع الديمقراطية الحديثة، بيد أنَّ إصلاحًا جذريًا كلّف الكثير من الدماء قد غيَّر هذا الأمر ويرى أنَّ هذا ممكنٌ في الإسلام أيضًا. وبغض النظر عن ذلك، لم تجعل الأفكار الناس ديمقراطيين، إنما الوقائع الملموسة هي ما فعل ذلك. ويكتب فايدنر بهذا الصدد: "إذا كان العيش في ظل الديمقراطية أكثر راحةً، سوف يلائم الجيل الثالث على أقصى حد هذه الديمقراطية مع واقع عيشه ووجوده كمسلم."

    درس شتيفان فايدنر علم اللغة الألمانية وآدابها والفلسفة والدراسات الإسلامية وغيرها في جامعات بيركلي ودمشق. ويعمل كاتبًا ومترجمًا وناقدًا أدبيًا ويشغل منصب رئيس تحرير مجلة "فكر وفن ويرى فايدنر أنَّ خوف الغرب من الشريعة الإسلامية لا موجب له إلى حد ما، ذلك أنَّ الشريعة تعني للمسلمين في المقام الأول العدالة وليس قطع الأيدي. ضمن نظام عادل، وأيضًا في ظل نظامٍ ديمقراطيٍ بالذات، لا ضرورة لتطبيق الجوانب القديمة من الشريعة. وأما أولئك الذين ينظرون إلى الإسلام باعتباره "فكرًا"، فيرون الأمر بشكل مشابه ويعتبرون الإسلام مرنًا لا كلامًا منحوتًا في الصخر، وبالتالي يكون اتهام الإسلام بأنه عنيف بالأساس قد عفا عليه الزمن. بالرغم من اتضاح تعاطف فايدنر مع أسلوب هذه الرؤية، إلا أنه يرى المشاكل أيضًا. ذلك لأن القائلين بـ"إسلام الأفكار" يميلون للفقه الدفاعي، فهم يدافعون عن الإسلام ضد أي انتقاد، حتى ولو بدا أن النقد ضروري. كما أن فايدنر ذاته لا يهاب الخوض في الجوانب الإشكالية في التقاليد الإسلامية، إذ يشير إلى مواضع في مجموعة الأحاديث النبوية للنووي التي تعود إلى القرن الثالث عشر والتي تحظى في العالم الإسلامي اليوم بشعبية كبيرة، حيث يجري تحريم قتل المسلم في أحد الأحاديث إلا إذا كان متزوجًا وزنى أو إذا كان قاتلاً أو مرتدًا.

    مقاربة النصوص الدينية بشكلٍ عصري

    وبذلك نكون قد بلغنا الجوانب الإشكالية في الشريعة. ربما كانت هذه العقوبات في القرن الثالث عشر عادية (حتى في أوروبا) إلا أنها وحشية بالمفهوم المعاصر. إنَّ حيثية صدور هذه التعاليم عن الرسول مباشرة تدفع الفقهاء العصريين إلى الإحجام عن دحضها، لا سيما وأنَّ الأصوليين الإسلاميين سيتهمونهم بأنهم مرتدُّون. لكنَّ فايدنر يرى أنَّ الجدل النقدي التاريخي للنصوص الدينية ضروري لكي تنجح عملية تحديث الإسلام اللازمة. أي أن المؤلف لا يعارض نقد الإسلام من حيث المبدء، إلا أن مأخذه على الذين نصَّبوا أنفسهم نقادًا للإسلام وقد زادت أعدادهم بخاصةٍ منذ الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، أنهم يغالون ويندفعون بلا تروٍّ.

    فتراهم على حد قوله مثلهم مثل ممثلي مقولة الإسلام يشبه القالب الجامد ينكرون على المسلمين أية إمكانية لتحديث دينهم. ويرى نقّاد الإسلام أنه ساكنٌ لا يمكن إصلاحه وبالتالي معادٍ للديمقراطية. تؤدي رؤية كهذه فيما يتعلق بالعيش المشترك في أوروبا إلى عواقب وخيمة، لأنها تعني في نهاية المطاف أنَّ المسلمين لا يمكنهم الاندماج في هذا البلاد إلا إذا تخلوا عن معتقدهم الديني.

    إلا أنَّ فايدنر متفائل على الرغم من المواقف المتصلبة، حيث أظهر الربيع العربي أنَّ المسلمين المتدينين يستطيعون أيضًا الخروج إلى الشوارع من أجل قيم مثل الديمقراطية وحرية التعبير يُزعمُ إنها غربية. وربما يكون الطريق إلى ترسيخ الديمقراطية في الشرق الأوسط وعرًا، لكن من الأفضل للغرب دعم المسلمين على هذا الطريق، وإلا سيكون هناك تهديد بتعميق الاغتراب بين العالمين الغربي والإسلامي.

    ألبريشت ميتسغر

    ترجمة: يوسف حجازي

    مراجعة: هشام العدم

    حقوق النشر: قنطرة 2012

    شتيفان فايدنر: الانطلاق نحو العقلانية. نقاشات حول الإسلام والعالم الإسلامي ما بين الحادي عشر من أيلول/سبتمبر والثورات العربية، دار النشر "J.H.W. Dietz"، بون

    الخميس، 8 مارس 2012 | نشر بتاريخ


    محمد ياسين رحمة-- لتشتغل حارسا لمستودع خرداوات في أقذر مؤسسة تحتاج إلى واسطة بحجم وزير أحيانا.. وكثيرا ما تحتاج إلى "سياسي" من "المعارضة" أو من "معارضة المعارضة" لـ"يفري" لك الأمر. ولتكون موظفا تحت قبة رفع الأيدي وتتقن صياغة سؤال شفوي أو كتابة قصاصة عليها سؤال ولا يهم الأخطاء الإملائية والنحوية.. بمعنى، لتكون نائبا في البرلمان فالصندوق شفاف ونزيه والانتخابات نظيفة.. يا أنتم ويا أنتم، نعم، صدّقتكم وأسنتحب بقرداش الصّوف الأسود. والآن فقط أفهم تلك الأغنية التي تقول: "قلبي وقلبك عند البوشري (الجزّار) مُعلقين".

    الذين يدعون الناس الى الانتخبات يتحدّثون باسم الجزائر ويحذّرون أن "فشل" الانتخابات سيكون بوابة التّدخّل الأجنبي، وانفتاح طريق السّير إلى المجهول.. وطبعا لا يقدّمون معلومات أو قراءات، فهم دوما الأعلم والأدرى والأعرف والأقدر وباقي عائلة بني "الأفعل".

    الذين يدعون إلى مقاطعة الانتخابات يتحدّثون باسم الشعب ويحذّرون أن الشعب لن يقبل وسيفعل ويفعل و.. وطبعا لا يقولون من فوّضهم للحديث باسم الشعب الجزائري ومن أعطاهم هذا الحق إذا كانت دعواتهم بمقاطعة الانتخابات تقوم أساسا ضد من صادروا حق الشعب في اختيار من ينوبون عنه ويتحدّثون باسمه.

    طيب، مادام أولائك يتحدثون باسم الجزائر وهؤلاء يتحدثون باسم الشعب، والانتخابات التي تُعطي هذا الحق مازات غارقة في فنجان غيب تسبح فيه ذبابة.. كونوا أنتم الجزائر وكونوا أنتم الشعب، دعوا ملايين اللاجئين ترعى في "بلاد الله" بعيدا عن ضجيجكم وإضجاجكم وضراطكم...

    قليلا من الاحترام أيها السادة، فليس من حق أحد أن يتحدّث باسم الجزائر من أولئك الذين يعترفون ضمنيا أن كل مواسم الانتخابات الماضية كانت "هف في هف".. أليس التأكيد على ضمان نزاهة الانتخابات القادمة هو تأكيد على قذارة ما سبقها؟

    قليلا من الاحترام أيها السادة الذين تتحدثون باسم الشعب، فأنتم تعترفون ضمنيا أن الأمر لا يحتاج إلى انتخابات كي تنوبوا عن الشعب فأنتم تمارسون هذا الحق على الجرانين وفي التلفزيونات و.. وأقلكم ليس هناك من يتبعه غير ظله، وأكثركم أتباعا لا يكفي أتباعه لإعمار "قرية"..

    لهؤلاء وأولائك، أدعو الله أن يرسل عليكم سحبا من ذباب تسي تسي، فتنامون النوم الذي يستيقظ منه حلم جزائري نقيّ منكم ومن أشباهكم وأتباعكم وبقاياكم، وغير ملوّث بأصباغ الألوان التي شوّهتم بها رؤوسنا وأعماقنا وشوارعنا وحارارتنا ودفاتر يومياتنا.

    الجمعة، 2 مارس 2012 | نشر بتاريخ


    بقلم: مهند حبيب السماوي-- يخلف الادمان على الشبكة العنكبوتية عموماومواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والـتويتر ووسائل الاتصال الحديث كالهاتف النقال نتائج تقع على كاهل الفرد في حياته اليومية.
    وتذهب بعض الدراسات الى ان الفيسبوك يجعلنا اكثر كآبة كما تقول الباحثة جين كيم، واكثر تعاسة طبقا لابحاث قسم السايكولوجيا في جامعة ستانفورد كما تقول ليبي كوبلاند، بل أن ترك الفيسبوك يمنح الشخص سعادة استنادا لدراسة مايكل اوستن.
    وترى الدكتورة ستيفاني ساركس، ان الفيسبوك يزيد الغيرة ، واستعماله بكثرة يجعلنا اقل مرحا كما توضح ذلك الدكتورة جينفير باركر، وقد كتبت الدكتورة باميلا رترج عن مدى صحة العلاقة بين الاساتذة والطلاب على الفيسبوك ونتائجها التي شبّهتها البروفسورة نانسي ديرلنك من كلية دبلن بــ" مرض جنسي معدي".
    وتحدث كل من ناثان بافلك وسوزان كروس عن خطر الفيسبوك والايميل، وخطايا الفيسبوك السبعة على التوالي!...وطرح بعضهم اسئلة اجاب عليها بمقالات مثل: هل تؤذي مواقع التواصل الاجتماعي العلاقة بين الزوجين؟...كما طرحت ذلك شيري بورج كارت...وهل تدمر مواقع التواصل الاجتماعي الحياة الاجتماعية؟ كما رايانا ذلك لدى ايرا روزوفسكي....وهل تقتل التكنولوجيا الحب ؟ كما قرأناه لدى لوريا ايسج.
    وفي هذا الصدد يقول أستاذ الفلسفة المشارك في جامعة كنتاكي الغربية الدكتور مايكل اوستن، شارحا علاقته بالفيسبوك وكيفية تعامله معه،" لم استعمل الفيسبوك منذ حوالي ستة اسابيع وبصراحة لم افتقده، حيث بقيت على اتصال مع اصدقائي بطرق اخرى واصبحت بعيدا عن الاتصال مع اصدقاء الفيسبوك الذين كانوا بكل صراحة لطفاء معي".

    هذه العبارة هي المدخل الذي سينطلق منه الدكتور مايكل في الحديث عن موضوع الادمان على الفيسيوك، حيث يشير الى دراسة نُشرت مؤخرا في صحيفة التيلغراف البريطاينة بتاريخ 1-2-2012 بعنوان" الفيسبوك والتويتر اكثر ادمان من التبغ والكحول" تحدثت عن الرغبات اليومية لكل شخص ووجدت بانه من الصعوبة مقاومة رغبة البقاء متصلاً "اونلاين" على شبكات التواصل الاجتماعي، بل أن مستوى الرغبة في هذا البقاء كانت ذات درجات أعلى من الرغبات المتعلقة بشرب الكحول والسجائر.
    واوضحت الدراسة التي اجريت على 1000 طالب في 12 جامعة من 10 بلدان مختلفة ان اربع من خمس طلاب اصيبوا بحالات من الذعر والقلق والارتباك والاحساس بالعزلة الشديدة حينما تم قطع وسائل الاتصال الحديثة عنهم كالهاتف النقال والـ"لابتوب" وموقعي التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر.
    ماذا يعني هذا ؟ يتساءل الدكتور مايكل ...ويجيب على ذلك بان مواقع التواصل الاجتماعي تفرض خطرا خاصا لبعض الاشخاص يؤدي الى ايجاد شخصيات تتسم بالادمان، فالدافع " لمعرفة مافعل "صديقك ليلة الجمعة ممكن ان تكون قوية جدا بالنسبة لنا وعدم معرفة هذه المعلومات يكون امر غاية في الصعوبة".

    وكتب البرفوسور سوزان مولرفي دراسة نشرتها صحيفة "الديلي غراف" في 4-4-2011 بعنوان "ادمان التلاميذ على التكنولوجيا مشابه لولعهم بالمخدرات" تضمنت عينات من تلاميذ قُطع عنهم الاتصال مع وسائل الاتصال الاجتماعي لمدة 24 ساعة وقامت الدراسة بتسجيل ردة افعالهم حيث اصبحوا " مشاكسين، غاضبين، قلقين، ذوي مزاج متعكر،غير آمنين، اعصابهم منهارة، غير مرتاحين، مجانين، مدمنين، غيورين، وحيدين، محتاجين للاخرين، تغمرهم الكأبة ومذعورين".
    ويخلف الارتباط المتواصل بوسائل الاتصال الاجتماعي اثارا سلبية على الذات الانسانية، كما ان الفيسبوك وتويتير يُسهم في اضاعة الوقت في العمل والبيت.
    ووصف الدكتور تيموثي فايكل الارتباط بوسائل الاتصال الاجتماعي بانه "عالم جديد من اضاعة الوقت!.. مرحلة تكنولوجية جديدة من اضاعة الوقت"، ومن ثم يجعلنا لذلك اقل ابداعا وانتاجا وحتى مهارة.

    والاكثر أهمية من ذلك ان الوقت الذي يقضيه الفرد في مواقع التواصل الاجتماعي" الافتراضية" يمكن ان يقوّض حياتنا الاجتماعية "الواقعية"، في حين ان الفيسبوك كشركة قد اصبح، وكما اشارت الى ذلك صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، من اكبر الشركات العالمية استثمارا وبقدرة نقدية فاقت الـ100 مليار وهي ارباحا تأتي على حساب جهد الكثير من الاشخاص الذين يضيعون ويخسرون الكثير من الوقت في تصفحه والغرق في صفحاته.
    وهذا واضح من خلال التجارب والابحاث التي وجدت انه " عندما يبتعد التلاميذ عن الهواتف النقالة وبقية الاجهزة الالكترونية الاخرى، فانهم ينخرطون في محادثات عميقة تكون متنوعة بالجودة والعمق"، فيعود هؤلاء التلاميذ الى حياتهم الاعتيادية الواقعية بدلا من انغماسهم بحياة افتراضية تُبنى في كثير منها على الخداع والكذب والتضليل.

    وتعود الاسباب التي تدفع الى الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي الى محاولة الارتباط مع الاخرين، ويقول الدكتور مايكل "انا مؤمن بان الدافع الاساسي للانجذاب نحو الفيسبوك وبقية مواقع التواصل الاجتماعي هو أمل الارتباط مع الاخرين...!" فالكائنات البشرية مخلوقات اجتماعية تعيش في وسط اجتماعي ونحن نرغب باقامة العلاقات من اجل تعزيزها وتطويرها
    ويضيف "لكن هل تم تحقيق هذا الهدف والغاية فعلا ؟ ...لا أظن ذلك، اذ لاتنجز مواقع التواصل الاجتماعي، بالنسبة للكثير، أمل الارتباط ... فهذا الوعد والأمل يتحقق في المحادثات والعلاقات المباشرة وجها لوجه اكثر منها على الفيسبوك".

    ويرى ان للفيسبوك وتويتر ومواقع التواصل الاجتماعي الاخرى سمات وخصائص ايجابية وسلبية مثل غيرها من الاجهزة التكنولوجية، ومن ثم فالامر يعود الينا في الاستفادة من ايجابيات التكنولوجيا والتقليل من نتائجها السيئة على حياتنا.
    ويقول الدكتور مايكل ان الحل في مواجهة هذا الادمان واضاعة الجهد والوقت والتقليل من الابداع والانتاج بسبب هذه المواقع فنجد طريقه "الوحيد" في ممارسة تدريب او برنامج "كولد توركي".
    ويضيف، هذا هو " الطريق الذي سلكته انا شخصيا مع الفيسبوك"، وبرنامج " كولد توركي" هو طريقة للتخلص المباشر،الفوري، المفاجئ والكامل من اي مادة ادمانية او من الاثار النفسية.

    وتم تطبيق هذا البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعية ايضا كالفيسبوك وتويتر ومواقع الالعاب واي شيء يمكن ان يُدمن عليه الفرد.
    ويساعد هذا البرنامج الشخص على تركيز ذهنه في العمل على الكومبيوتر بدلا من تشتيت الذهن وابعاده عن التركيز المطلوب منهم لانجاز عمله.
    ويجب على من يستخدم هذه المواقع ان يحدد الوقت الذي يقضيه بفترة محدودة وربما 15-30 دقيقة كل يوم، وهو وقت جيد لقضائه في تصفح هذه المواقع وكل مايرتبط بها.

    الخميس، 1 مارس 2012 | نشر بتاريخ


    عبد الجبار العتابي: للاحتجاج..اشكال من الصرخات، على الموت الذي يتوزع بالمجان على المدن، وموجع ذلك الاحتجاج الذي ينتفض به الجسد ولا يوحي الى الاخرين بغير الهباء والعناء، وان الحزن في داخله غير مرئي وليس له رائحة الغضب، مؤلم.. ذاك الاحتجاج الذي يرى صاحبه الدماء وهي تتدفق من جهات عدة كالنافورات فيما صوته لم يلامس اي قطرة منها، منظرها يقززه ومرآها يحفزه الى ان يقفز بصرخته، فيحاول ان يضخم من حجم صوته ولكن الدموع التي تتهامس داخل المآقي سرعان ما تلجم الكلمات وتجعلها تتقاطر مثل هباء الفحم.

    والشاعر العراقي سلمان داود محمد لم يجد الا ان يعلق صوته على شكل قصيدة احتجاجا على التفجيرات التي تضرب بغداد والتي يروح ضحيتها العشرات من المواطنين وخلفت مشاهد عديدة من الرعب والخوف والدخان والدمار، كان يرى الموت يتمشى هنا وهناك مرتديا زيه الغارق في العتمة، ولان الشاعر مثل كل العراقيين لايعرف كيف يبتديء بما يريد قوله في الوقت المتشح بالمرارات، فأنه ترك لوحي الشعر ان يتحرك كما شاء على الورقة، فقال بملء ارادة الوحي المعبر عما يجيش في صدره وهو يخاطب مدينته بغداد التي عنون قصيدته بكلمات هي (أيتها الــ بغداد المصابة بالعراق.. مرحى..) يرددها كلما وجد بغداد تشتعل خوفا وارهابا، ويا له من منظر يمكن للشاعر ان يراه وتحتدم في نفسه المشاعر والانثيالات،يقول سلمان في مطلعها:
    (استحلفك بالمكتبة
    ان تبتعدي عن ( دش) الأقاويل قليلاً
    ثم أكنسي الغبارعن الخارطة بأهدابك
    سترينها هكذا:
    محض
    طحين
    ودم
    بجوار
    تنّور يؤجج الأعماق لإختراع رغيف...).

    ثم لا ينفك ان يرى الاشياء وهي تتهادى امام عينيه، ينظر في الفراغ فيرى مدارات كثيرة لها علاقة بما احزنه حين سمع ان الانفجار اتى على المسرات فأحالها رمادا، ويتطلع الى الورقة فيرتسم عليها توهج يتحول الى رماد يطير ليكون خيوط دخان تأن مما في داخلها من انين الموتى وحسرات اهاليهم التي تسارعت للحاق بالدخان وهي تمتد على شكل نحيب لتقطر من فم الشاعر بضع كلمات:
    (أستحلفك بـ (نون النسوة) والألم وما ينزفون
    أن تطيلي الإبتهال عند دفاتري
    كي تقرع الزنبقات أجراسها
    في مهج الذاهبين الى المدرسة...
    كما أستحلفك أن تدثري الظلام
    بما يسطع من حرقة القلب
    واقطعي الطريق على التصحر بتلاوة الآس..،
    الجراح شبابيك.. ضمديها بالستائر
    واطعمي المقصات مما إستطال من لحية الجحيم
    ثم اغسلي الهواء من بصمات الدخان
    فالـ (هنا) تعويذة للشفاء من التيه
    بل زوادة من سوسن في الرحيل إلينا..،
    فلا ذهب في الذهاب
    ولا خلل في المكوث (مؤقتا) تحت جسر الأمل..).

    واذ يبدو ان الشاعر يحاول ان يهدأ قليلا، الا ان ما يسكنه من احتجاج يتأرجح في صدره، كأنه يغمض عينيه ويراود البكاء عن دمعات تشجر في ذاته وجعا مغايرا، يتألم كأنه يقف بين تلك الاشلاء والاشياء المحاطة بالشظايا، يشعر انه لا يقوى على ان ينظر الى نفسه المترعة بالاكتئاب، يشعر ان ما تبقى من كلمات قليلة ليست سوى صوت مبحوح لايمكنه ان يتجاوز تلك المحنة التي يتملكها الصمت، فتحس الشاعر يخطو منكفئا الى حيث لا يدري وسط الركام ومن ثم يستحضر المدينة التي يحبها (بغداد) ويلتو عليها كلماته:
    (تذكري معي واحصي
    جثث الدموع الطافية على فرات الأحداق
    كم طهونا على الحرائق بن التآبين
    ولم نكفْ عن البنفسج..
    كم على السطوح رفعنا الضمادات بوصلة
    للمنكسرين من جهة الخواطر
    ولم تنكسْر المزهريات...
    كم إكتشفنا البدر كإمضاء خبَازة على سبورة الليل
    قبيل صبيحة الإكتشاف لعلم الكواكب
    وكم ابتكرنا ألف ديباجة لتفشي الزهور
    حتى التهمتْ العبوات أكاليلنا بلا توطئة..،)

    وكأنه يمضي وخلفه تهرع ملايين الشظايا التي فتطت بالناس، لا يشعر الا بحرارتها بينما عيناه تلامسان الارض بنظراتهما، يترنح في مشيه وهو لا يعلم ان الطرقات في بغداد باتت متشابهة وانه اينما يمشي لا يقطع سوى الطريق ذاته المؤدي الى صوت بغداد الكئيب وهو يترك خلفه ما تبقى من ركام الانفجار ونتف من لحم الموتى.

    (فيا حبلي السرّي ومثواي
    هاهي السموات قد سربتْ عريها في رئة الرفيف
    واستترتْ في نهاية الأمر بقماش العلم..،
    إذن كوني ملقطا يستأصل الأشجان من شؤوني
    ومطرا يردع إنفلاتي من (دشداشة) كل الفصول..
    أريد التمرّغ في دموعك
    كي أتماثل للبلاد..،)

    ولا يمكن لاحد ان يصدق ان الشاعر جلس على حافة احد الجسور في بغداد وراح ينظر الى اسفلت الجسر تارة والى الماء في نهر دجلة ومن ثم الى الفضاءات التي تتلبد فيها الغيوم، يجلس وحيدا وفي نفسه شعور بالاحباط، فيحاول ان يحتج على اشيائه التي لم تستطع ان تفعل شيئا الا بقدر الاحتجاج عبر صرخة واهنة:
    (دنياي بلا مأوى
    والدهر كعادته تناسى التجاعيد على أنفاسي
    بالأمس تعشى بما ادخرته قناديلي
    من فراشات لـ (حديقة الأمة)
    بينما الآن أرى الآخرين بلا آخرين
    وأحلامي مغلولة بالسعف..،)

    في احتجاجه المتمسك بالحزن كصولجان، يشرع في احالة بقايا آماله الى اشعار اخر، يتأوه مناديا على بغداد باسمها، هكذا (بغدااااااد)، يحاول ان يجعل الحروف تستطيل لكي يتغير الهواء وتدفع حنجرته الزبد عنها، يقوم الشاعر مثل عامل بناء فيتوضأ بندى الصباح البغدادي المشبع بالعاطفة ليصلي على ما يختلج في ذاكرته من نتوءات تنمو فيتفتق عنها كلام عفوي.
    (فيا صباح الخيرعلى الحدائق والهاونات
    ويا صباح الخيرعلى الطباشير ودرس الرياضة
    ويا صباح الخيرعلى قتيل يخالف حظر التجوال
    ويا صباح الخيرعلى اللّه أثناء المنائر والنواقيس
    ويا صباح الخيرعلى الناس والأذى
    وهم يرفرفون بدمعتين
    مثل الهابطين من أعلى التراب نحو التراب)
    يمضي الشاعر وهو يطلق كلماته تلك، لكن سرعان ما يتوقف، يشعر ان الاحتجاج في نفسه يريد ان يأخذ مديات ابعد مما تعرفه القصيدة او الصوت او ضربات خطواته على الطرقات المتشابهة الاحزان، يتذكر ان الوجع الصادر من اعماقه يلوح في الافق حزنا كثيفا، فيضطر الى ان يرسم بدموعه خواطره:

    (ولا صباح الخيركثيرا
    على الحقائب
    والحقائب
    والحقائب
    والمصابين (بمحض إرادتهم) بعلة الرحيل
    فبشّري مطفأة السكائر بهبات الشتات
    وهذبّي العاكفين على إحتطاب الجلنار
    بنار جلل..)

    ويمضي الشاعر على عكازة احزانه لا يقوى على ادراك ما تمخضت عنه فريحته اللاهبة الملتهبة وهي تتحرق الى ان ترى شاشة عينيه التي تعرض اخر صور الحرائق ومن ثم الركام بعد ان يمتص المكان حرارة الفناء، الشاعر يرفع ورقته البيضاء التي اعلن فيها حزنه على ما جرى وهو يرجو ان يجتمع الناس حوله عسى ان يتردد صدى قصيدته في بغداد الجريحة ليلفت انتباه الاخرين ممن لا يسمعون ولا يقرأون ولا يعرفون !!.

    | نشر بتاريخ


    بقلم : زكرياء بوخزة-- لم تكن يوما المشاركة السياسية حكرا على احد في أي مجتمع يكون عنوانه الديمقراطية وما يجول ضمن نطاق هذه الكلمة ، فمركبات سياسة أي دولة يصنعها ويشارك في بنائها عناصر المجتمع النوعية ، وسأخص الحديث في هذا المقام عن محل الشاب والمرأة في الحلبة السياسية الجزائرية.
    ألم يتساءل أيا فينا لماذا لم نرى منذ فترة الاستقلال وإلى يومنا هذا وزيرا أو مسؤولا حكوميا رفيع المستوى أو برلمانيا من فئة الشباب ، ألم يتساءل احد ، لماذا مازالت المرأة الجزائرية بعيدة جدا عن المعترك السياسي، تساؤلات جمة نختزلها في إجابة واحدة تحمل شقين ، إما أن الشاب و المرأة الجزائرية غير مؤهلان ليكونا في مراكز القيادة السياسية ، أو أنهما مقصيان من اللعبة السياسة بطريقة أو بأخرى .
    فلو وضعنا هذه المعادلة تحت العقول المتبصرة للمجتمع الجزائري وتركيبة شبابه ونساءه ، والعملية السياسية في البلاد ، ندرك فعلا أن كل الخيوط واضحة ، فالشاب والمرأة الجزائرية لم يكونا في فترة سابقة ضمن قواعد اللعبة السياسية بسبب واقع حتمي نقّر به جميعا وهو أن الجزائر كانت في فترة جد صعبة تتطلب وجود آليات ذات منابع ثورية تقود الجزائر وهنا اقصد فترة منذ الاستقلال إلى ما بعد العشرية السوداء ، فمن غير الممكن بأي حال من الأحوال وضع شاب أو امرأة في لائحة القيادة السياسية للبلاد في تلك الفترة وذلك لعدة اعتبارات أهمها عقلية الشاب و المرأة الجزائرية آنØ! �اك ومستوى الوعي السياسي المتعرج عندهما وكذا حساسية الفترة ، لكن وبعد أن تخطت الجزائر المرحلة السوداء كان لابد من دواليب السلطة أن تشهد هي الأخرى تغيرات حتمية وكذا تجديد دماء الأوعية السياسية ، إلا أن هذا لم يحدث وكنا بدل ذلك أمام لعبة تغيير الكراسي، نفس الوجوه تقود المركبة السياسة الجزائرية .
    ومع هذه الفترة الجديدة للجزائر اليوم ، ألا يجدر بالشاب و المرأة الجزائرية أن يجدا لنفسيهما محل في مركز القيادة ، كيف لا وقد أصبحا مدركين لما يحدث من حولهما ، وعرفا أن الفترة الراهنة هي فرصة الشباب لإستلام زمام الأمور ، بوادر هذا الوعي تجلت بشكل كبير جدا ، حيث أصبحنا نرى الشباب الجزائري يفعّل فكره السياسي ، هذه المرة ليس للعب دور ثانوي بل من اجل حجز مكانة سياسية تمكنه من الوصول لمراكز صناعة القرار . أمر أصبح يقلق كثيرا أصحاب الشعر الأبيض الذين كهلوا وهرموا وهم مترسبين في الكراسي ، أصبحوا قلقين أكثر من أي وقت لأنهم أدركوا فعلا أن الشاب الجزائØ! �ي استفاق ونفض الغبار عن نفسه ، وان المرأة الجزائرية لم تعد تلك المرأة التي كانت بالنسبة لهم حرفا زائدا في اللعبة السياسية ، خوف جعل من هؤلاء الكهول يهرعون إلى محاولة احتواء الأمر وكسب صوت الشاب والمرأة في صفهم عن طريق امتيازات وإغراءات تمنح لهؤلاء الشباب لكن هيهات ، فالطموح السياسي المشروع للشاب و المرأة الجزائرية اكبر من هذه الامتيازات المشبوهة .
    إذن هو الرهان الآن على الشباب ليكون هذه المرة كمشارك حقيقي في حياكة السياسة العامة للدولة والرهان على المرأة لتفرض وجودها كقيادية سياسية من منطلق واجب وحق يكفله الدستور و الطموح المشروع .
    وان كان البعض يرى انه من المجازفة بما كان وضع دواليب السلطة في أيادي الشباب ، إلا أنها لن تكون خطيرة العواقب مثل ماهي عليه الآن وهي في أيادي من أكل عليهم الدهر وشرب وهرموا وكهلوا وتعفنوا في كراسيهم ، هؤلاء الذين يتقنون فقط لغة الجيوب ومغازلة البقرة الحلوب ، هم اليوم أمام مرصاد جديد بقيادة الشاب والمرأة الجزائرية .

    زكرياء بوخزة / صحفي جزائري
    Zakoo-87@hotmail.com

    | نشر بتاريخ


    بقلم: آمال عوّاد رضوان-- القهوةُ في لغةِ الكِيف والانبساطِ والاستئناسِ خمرةٌ مشروعة، ومصدرُ افتخارٍ واعتزازٍ لمَن يتحلّقونَ حولَ نكهتِها في المجالِس والدّواوين، وفي لغةِ الطّبِّ الشّعبيِّ القهوةُ عقاقيرُ شفاءٍ متداوَلة، وفي الأساطيرِ والرّواياتِ تأرّختْ في كلام النّبيّ داوود الملك، حين ذكَرَ غرسَها وقطفَها في اليمن وخواصَّها مِن قوّةٍ ونشاط!

    وفي قصّة أخرى ورد، أنّ الرّاعي كلداي الأثيوبيّ عام 850 م انتبهَ إلى انتعاشِ وابتهاج قطيع أغنامِهِ بعدَ أن أكلَ حبوبَ القهوةِ، فأصابَهُ مِنَ السّعادةِ والنّشاطِ والمرح ما أصاب القطيعَ حين أكلَ منها، وهكذا عرفها الأحباشُ، وغلَوْها وأكلوها نيّئة حتّى أواسطِ القرن التّاسع الهجريّ!

    مِن ثمّ شاعَ منقوعُ البنّ في اليمن، بواسطةِ الشّيخ الإمام جمال الدين بن سعيد الذبحانيّ، بحسب ما وردَ في كتاب "عمدة الصّفوةِ في حلّ القهوة"، للفقيه الشّيخ عبد القادر بن الأنصاريّ الحنبليّ، إذ وُصفتِ القهوةُ له كدواءٍ يُخفّفُ الدّماغ وينشّطُ البدن ويُذهبُ النّعاسَ والكسل.

    أمّا في كتاب "الكواكب السّائرة بأعيان المئة العاشرة" للغزالي، فأبو بكر الشّاذلي مرّ بشجر البنّ المتروك، وعلى عادةِ الصّالحين اتّخذهُ قوتًا وشرابًا فيهِ تنشيطٌ للعبادةِ واجتلابِ السّهر، ثمّ ظهرتْ القهوةُ برواقِ اليمن في الجامع الأزهر في مصر، في ليلةِ الذّكرِ والخميس!

    ومِنَ العرب انتقلتْ القهوة إلى إسطنبول في عهدِ السّلطان سليمان القانوني في القرن السادس عشر، ومنه إلى إيطاليا، فحازت القهوةُ على قبولٍ واسعٍ بعدَ أن تمَّ اعتبارَها مِنَ المشروباتِ المسيحيّة عام 1600.

    دخلت القهوة إنجلترا وفرنسا عام 1657، وإلى النمسا عام 1683 بعد معركةِ فيينّا، وانتقلت إلى هولندا وأوروبا، وإلى أمريكا عام 1717 باسم كوفي العربي، وبدأتْ صناعةُ البنّ البرازيلي مِن تهريب بذورِهِ من باريس عام 1727، وازدادَ الطّلبُ على القهوةِ في أمريكا الشّماليّة خلالَ الحرب الثّوريّة، بسبب عدمِ توفّر الشّاي، إذ قامت إنجلترا عام 1812 بقطع واردات الشّاي، فارتفعَ الطّلبُ والسّعر للقهوة خلالَ الحرب الأهليّة الأمريكيّة، ومنذ ذلك الحين صارت القهوةُ سلعةً مهمّةً وأساسيّة!

    زراعةُ البنِّ في الغرب:

    ظلّ المصدرُ الأساسيُّ لشجرِ البنِّ هو اليمن حتّى القرن السّابع عشر، لكنَّ الهولنديّينَ تحَدّوْا الحظرَ العربيَّ لتصدير نباتاتِ وبذورِ البنِّ غير المحمّصة، فقام بيتر فان دين برويك بتهريب شتلاتِ البنّ مِن عدن إلى أوروبا، والمحصولُ تمَّ زرعُهُ في جاوة وسيلان، وبدأ التّصديرُ عام 1711 من أوروبا، وانتقلتْ زراعةُ البنِّ إلى سيريلانكا عام 1658، وإلى أندونيسيا عام 1696، وإلى هاييتي عام 1715، وإلى سورينام عام 1718، وإلى جزر المارتيك عام 1723، وإلى كوبا عام 1748.

    عرف الأمريكان أشجار البن عام 1723، فقام الضابط البحري الفرنسي "جابريل دي كليو" بنقل حبوب البن لجزيرة "مارتينيك"، وفي عام 1777 زرع حوالي 1920 مليون شجرة بن على هذه الجزيرة، وفي المكسيك زرع البن عام 1790، وفي جزر هاواي عام 1825، وفي السّلفادور عام 1840.

    المقاهي في الغرب:

    مع ازديادِ الطّلبِ على القهوةِ المنعِشةِ، افتُتحتْ محلاّتٌ خاصّة ببيعِها للنّاس وللصّفوةِ مُعَدّةً جاهزة، وسُمّيتْ هذه الأماكنُ "بيت القهوة" ومن ثم بالـ "مقهى"، وقد ارتبطتِ المقاهي بالموسيقا وبفتياتٍ عاملاتٍ لجذبِ الزّبائن، كما اقترنت بالبقشيش أو التيبس Tips، من أجل الحصول على خدمةٍ أسرع ومكان أفضل.

    كان أوّل مقهى (مدرسة العلماء) في إسطنبول عام 1577، افتتحَهُ رجلان مِن حلب ودمشق، وكانَ يأتيهِ الأدباءُ والأعيان.

    وافتتح أوّلُ مقهى أوروبيٍّ في إيطاليا عام 1645، وعام 1652 افتتحَ أوّل مقهى إنجليزيٍّ في لندن "بيتي يونيفيرسيتيز"؛ ترجمتُهُ جامعة بمصروفات، وليست مجانية، وكدليلٍ على أنّه مغايرٌ عن الحاناتِ والباراتِ. ثمّ كانَ مقهى إدورارد إليودز عام 1688 في لندن، والذي تحوّلَ فيما بعد إلى شركةِ تأمين.
    وفي فيينا عام 1683 كان أوّلُ مقهى بعدَ هزيمةِ الأتراك، الذين تركوا في مخزون هزيمتِهم البّنّ، وأوّلُ مقهى في بوسطن أمريكا كانَ عام 1689.
    أمّا الملكُ الفرنسيّ لويس الرّابع عشر فقدِ اتّخذ شجرة البنّ رمزًا له، فأُنشئَ أوّلُ مقهى عام 1713، وفي برلين كان أوّل مقهى عام 1721.

    في عام 1750 انتشرتْ فروعٌ للمقاهي مِن بلدٍ لبلد، منها مقهى "جريكو"، وهو مِن أوائلِ المقاهي التي أنشئتْ في أوروبّا، وفُتحَ فرعٌ لهُ في روما، وفي عام 1763 أصبحتْ فينسيا تمتلكُ ما يزيد عن 2000 مقهى.
    في عام 1995 تحوّلتِ القهوةُ مِن أهمِّ السّلع اليوميّةِ والعالميّةِ في الاستهلاكِ، وعلى مستوى العالم بأسرِهِ، فهو مِن المشروباتِ المشهورة والمستهلكة والمنتشرة، فتعدّدتْ أسماؤُها مع التّاريخ، فبدأت القهوة العربيّة المُرّة بغلْيِها بالماءِ بإضافةِ الزّنجبيل والهال والقرفة، ثم كانتِ القهوةُ التّركيّة الّتي أضافتْ لها السّكَّر، والقهوةُ المصريّةُ بسُكر زيادة أو على الرّيحة، ومن ثمّ القهوة الإفرنجيّة في أوروبا وأمريكا.

    في كلِّ رقعةٍ جغرافيّةٍ للقهوةِ طرقٌ خاصّةٌ في الإعدادِ والشّرب، وقد يشربونَها مسلوقةً، مغليّةً، ساخنةً، باردةً أو مُثلّجةً، أو صافيةً بالماء أو مضافًا إليها الحليب وموادّ أخرى.
    القهوةُ مرّتْ عبْر التّاريخِ بسلسلةٍ من الاضطهاداتِ والتّحريم على حواجزِ القبول والرّفض، وذلك لأسبابٍ تنوّعتْ رؤاها، مِن روحيّةٍ واجتماعيّةٍ وسياسيّةٍ وعقائديّةٍ وطبّيّة، فاستُعمِلتْ في الاحتفالاتِ الدّينيّةِ، وكانت البديلَ للخمور بعدَ الإسلام في الطّقوس الرّوحيّة، لكن بمرسومٍ عثمانيٍّ أوقِفَ استهلاكُها وتمَّ حظرُها، ثمّ اعتُبِرتْ مشروبًا إسلاميًّا، فمُنِعتْ مِن قِبلِ مسيحيّي أثيوبيا حتى عام 1889، كما وحُظرتْ في إنجلترا لأسبابٍ سياسيّة وأخرى طبّيّة وإعلاميّة، وتظلُّ القهوةُ تتلاعبُ بها رحمةُ الإعلام.

    القهوةُ تُباعُ وتُشرى في الأفران، كسلعةٍ قابلةٍ للتّداول بينَ المستثمرينَ والمُضاربين، ولحبوبِ القهوةِ المُحمّصةِ شروطُ تخزينٍ مُحكمٍ، وبأماكنَ باردةٍ لئلاّ تفسدَ نكهتُها، بسببِ الرّطوبةِ والهواءِ والحرارةِ والضّوء.

    طحْنُ القهوة النّاعمُ والخشنُ يتمُّ إمّا في المنازل أو المحامص وبالمطحنةِ الكهربائيّة، أو بسحْق الحبوبِ بالهاون والمهباج أو الطّاحونةِ اليدويّة! ويختلفُ مُحتوى الكافائين المختلفة مِن وجبةٍ لوجبة، بحسبِ طرقِ التّحميصِ والتخزينِ والتّحضير.

    وإنْ كنّا نتحدّثُ عن شروطِ التّخزين، فماذا عن الفائضِ مِنَ البُنِّ وكسادِهِ؟ عام 1938 قامتْ شركة نستله Nestle باشتقاقِ مشروبٍ مِنَ القهوة "نسكافيه"، لتساعدَ الحكومةَ البرازيليّةَ في حلِّ مشكلةِ الفائض!

    وأخيرًا..

    هل الإفراطُ بشُربِ القهوة، يمكن أن يؤدّي إلى نقصِ الحديدِ وفقرِ الدّم لدى الأمّهاتِ والأطفال؟
    وهل حقّا رائحة القهوة كفيلةٌ باستعادةِ الشّهيّةِ بعدَ الطّهي؟

    | نشر بتاريخ

    كامل الشيرازي الجزائر: يقدّر الباحث الجزائري "محمد بغداد" إنّ العرب ماضون نحو الإفلاس، ويلفت بغداد في كتابه "الفتنة الصغرى الفتوى الفقهية في زمن الثورات العربية" الصادر حديثا بالجزائر، إلى أنّ صراع النخب الدينية ونظيراتها العلمانية سيزيد الاحتقان في المنطقة سيما مع تغييب الحوار، وعدم تحقيق الثورات العربية لأهدافها.
    تعرّض كتاب "الفتنة الصغرى الفتوى الفقهية في زمن الثورات العربية" (285 صفحة)، إلى منشئيات ما يسمى بـ(الربيع العربي)، وربطها رأسا بالتعاطي الحاصل مع هذا (الربيع) واحتدام الصراع بين النخب الثقافية والدينية العربية.
    في تصريحات خاصة بــإيلاف، ذهب بغداد إلى أنّ الصراع المذكور آخذ في الاتساع وسط تحولات الثورات العربية التي تزحف من بلد إلى أخر، وكلما انتهى في موقع إلا وترك خلفه ركاما رهيبا من التداعيات والتحديات لم يكن في الحسبان.
    سجّل بغداد إنّ الثورات العربية اندلعت على غفلة من النخب، دون أن يكون لأحد استعداد أو توقع لقيامها، بعدما يئست كل التيارات والنخب من شيئ اسمه إرادة المواطن العربي، الذي تمكنت منه الأنظمة السياسية، ودمرت كل شيئ فيه بداية من لقمة العيش مرورا بالتجهيل وصولا إلى تجريده من الكرامة الإنسانية، وهو الأمر الذي قسّم النخب العربية إلى جبهتين:
    الأولى نخب علمانية احتمت بالأنظمة وعاشت في أجواء خطاب الغرب وصدّقت سطوته، وانتظرت وعوده بالتدخل لكبح عربدة الأنظمة، والقضاء على خصومها، وبالرغم من تنوعها بين اليساري والليبرالي، إلا أنها لم تتفطن إلى التآكل الرهيب الذي كان ينهش جسدها الداخلي ويفقدها سمعتها في الميدان.
    الثانية نخب دينية بقيت متمسكة بخطابها، وسعت إلى القيام بعمليات التحيين واستغلت الظروف المأساوية والإمكانيات التكنولوجية، إلا أنها لم تفقد الأمل نهائيا في المواطن وسارت بالاتجاه الذي تلبي فيه بعض حاجاته، وبالتحديد الاجتماعي والنفسي، مما جعلها تمسك بخيوط اللعبة الميدانية، بالرغم من الضربات القوية والمؤلمة التي تلقتها عسكريا وأمنيا من الأنظمة، بتشجيع الغرب ومساندته، زيادة على حملات التشويه التي مارستها النخب العلمانية عليها.
    في خضم هذه السنوات العجاف، يوقن بغداد بأنّ الطرفين ضيّعا الكثير من الوقت والفرص، فبدل أن يكون هناك فضاء للحوار والجدل، حلّ محله التشكيك والاستقواء وارتفعت حدة الصراع والخصام، وهو ما أضاف المزيد من الاحتقان إلى المشهد الذي استثمرت فيه الأنظمة، وعاشت منه لسنوات مستغفلة الطرفين وفارضة عليهم منطق القوي، الذي يتحكم في الجميع، من خلال ضعف كل جهة، فقد ساهمت هذه النخب في تمديد عمر الأنظمة، ودفعتها إلى المزيد من التغوّل والاستبداد.
    المشكلة تكمن برأي الباحث في النتائج الأولية التي أفرزتها الثورات العربية، وبالذات اكتساح نخب الدين للبرلمانات، بفضل الديمقراطية الغربية مما أقض مضاجع النخب العلمانية، وجعلها تشن حملات واسعة للتشويه والتشكيك والتبشير بالفشل والدمار، إلاّ أنّ الرسائل التي تلقتها من الغرب لم تسعفها، مما جعلها اليوم تعلن، بأنّ هناك تحالفا قد نسجت خيوطه بين الإسلاميين والغرب، من أجل إدارة المنطقة.
    ووسط الانقسام الحاصل، لاحظ الكاتب أنّ هذا الصراع ناجم في أساسياته إلى نسق ثقافي قائم يرتسم في الخطاب الذي تحمله النخب، فالنخب الدينية تبشر بخطاب مفاده أن الله تعالى هو من أوصلهم للحكم، وهو من أذلّ خصومهم من الأنظمة والعلمانيين لأنّ أولئك ينادون بإبعاد الدين عن السياسة، وهو الأمر الذي فصّل الكتاب في أدلته من داخل هذا الخطاب، ولحد الآن – يضيف بغداد – تجتر نخب الدين خطابها المتغني بالإرادة الإلهية وقوتها في إدارة العالم، وأنّ التاريخ تسيره القوة الغيبية وليس إرادة الإنسان.
    في الجهة المقابلة يلاحظ المؤلف إنّ النخب العلمانية تصر على ضرورة السعي إلى الإطاحة بغريمتها الدينية، كونها استغلت بحسبها، الشعوب المقهورة من خلال البشارة الدينية، وأنّ الجهد سيكون في المستقبل مُنصبًا على مواجهة دامية بينهم وبين الإسلاميين، ونجد الكثير من الأصوات العلمانية اليوم تجتهد في تنبيه الغرب، وبالذات أمريكا إلى الخطأ الكبير الذي ترتكبه بتحالفها مع التيارات الإسلامية وأنّ العلمانيين هم الأقدر الذين يتم التعويل عليهم في هذه المهمة.
    ويحيل بغداد إلى أنّ الخطاب الذي يُسوّق في الجملة، جازم بأنّ التاريخ تصنعه القوة (الغيبية أو المادية) وينسى الجميع بأننا الأمة الوحيدة، التي تستحوذ على التخلّف وأننا الوحيدون الذي نعيش خارج التاريخ، وأنّ الأرقام القياسية في عالم الانحطاط نستحوذ عليها نحن، وأننا الأمة الوحيدة التي تحركها الأمزجة والنزوات الشخصية، وتحرم من الدراسات والأبحاث والخبراء.
    أبرز الكاتب تناسي الجميع بأنّ المشهد الثقافي والسياسي العربي متخاصم ومتضاد، فلا وجود لتفاعل حقيقي، ولا تعايش فكري ولا فضاء إبداعي، الكل يسعى وراء قراءات متخلفة وبعيدة عن الواقع، والذوق الطبيعي، والمنطق العلمي، والغريب في الأمر أنّ لا أحد يستشعر الاقتراب من الكارثة والزوال من الوجود.
    لذا فإنّ المؤشرات القائمة بمنظور بغداد، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأنّ الوطن العربي يتجه إلى محطة يفقد فيها كل شيئ فالثقافة السياسية الذكية والمتحضرة، تتقلص يوميا والإبداع السياسي يتناقص أو يقمع، تحت وطأة التدمير الذاتي، وما زالت القوى التقليدية من حيث العمر والأفكار، تتحكم في دواليب الحياة، والحرية تتضاءل والكرامة في زوال، لأنّ التعليم منهار والعمل مفقود والخدمات العادية منعدمة، وأغلب سكان الوطن العربي يعيشون تحت خط الفقر، ولا توجد مؤشرات توحي باقتراب الفرج، والثورات التي اندلعت لم تبلغ أهدافها وهي اليوم تجد نفسها محاصرة بالنخب التي تريد استغلالها والغرب الساعي إلى توظيفها.
    بغداد الذي تحفظ بشأن تسمية (الربيع العربي) بمبرر أنّ الأخير لا يزال محل جدل معرفي واصطلاحي، يرى إنّ الوجه الجديد الذي أظهره الإسلاميون، من خلال قبولهم أولا بالديمقراطية كأداة للعملية السياسية، وتخلصهم من تأثير التيارات الجهادية، فتح الأبواب على مصراعيها لمزيد من حلقات الصراع، فبدل أن يعتمدوا الحوار والاعتراف بالأخر، نجدهم يمارسون سلوك المنتصر الذي يتلذذ بتعذيب خصومه، مما يجعلهم يفقدون الكثير من الأوراق الرابحة في بداية العهد الجديد، في الوقت الذي نجد فيه النخب العلمانية تستعد لخوض غمار معركة قادمة، يكون توقيتها عندما يفشل هؤلاء في إدارة الحكم ويستغلون الأخطاء التي سيرتكبونها، بالسعي إلى قطع علاقة التحالف بين الإسلاميين والغرب.
    إلى ذلك، ارتأى الكاتب محمد بغداد وضع ظاهرة الفتوى الفقهية التي (صا...حبت) الثورات العربية تحت المجهر، حيث استعرض الفتاوى التي هيمنت على انتفاضات التغيير، وأبرز انشطارها إلى نوعين: الأول وقف مساندا وداعما ومحرضا على الانخراط في الثورات، ويتعلق الأمر بفتاوى رأت في التثوير واجبا دينيا يتعين على المسلمين أدائه، وسيؤجر عليه، مسوّغة المسألة بانحراف الحكّام المغضوب عليهم عن جادة الصواب.
    بينما اختارت فتاوى النوع الثاني نمط التحريم ولم تستثن في ذلك الاعتصام والتظاهر، متكئة على أنّ الإسلام دين يحظر الخروج عن النظم القائمة حتى وإن بلغت من الجور مبلغا، وجعلت هذه الفتاوى من عرّابيها نجوما في السماء العربية كل على طريقته، على منوال يوسف القرضاوي، عائض القرني، علي جمعة، أحمد حسون، عصام البشير، حاكم المطيري، محمد سعيد البوطي، عبد العزيز آل الشيخ، علي فركوس، وغيرها.
    وبحسب الأكاديمي المتخصص "بومدين بوزيد" فإنّ الكتاب شرّح ما سماه "فقه السياسة والجسد الافتراضي" عبر إعادته استقراء الموروث الفقهي الإسلامي من زاوية ميدانية توقفت عند تصادم المقدس المتوارث بالواقع القائم والمتغير، وهو ما جعل الكتاب أقرب إلى "المغامرة" على حد وصف بومدين.
    يُشار إلى أنّ محمد بغداد كاتب وإعلامي جزائري صدرت له كتب عديدة أبرزها: "صناعة القرار في الخلافة الراشدة"، "حوارية النص والفقيه"، "من الفتنة إلى المصالحة"، "الدولة والمجتمع في المغرب ال...إسلامي"، "إنتاج النخب الدينية في الجزائر"، "تماسين جوهرة الصحراء"، و"الإعلام الديني في الجزائر/ الخطاب والهوية" و"حركية الإعلام الثقافي في الجزائر".

    الثلاثاء، 28 فبراير 2012 | نشر بتاريخ