تحميل...

منوعات

جديدنا في بريدك

    اشترك في نشرتنا البريدية:

حوار إنسان

كلام من القلب

  • المزيد »

قراءة في عنوان

  • المزيد »

مقال الرأي

قضايا وملفات

صورة وتعليق

مقالات مترجمة

رسالة إلى المعني

قالت الحكاية

فن وثقافة

أخبار ومتابعات

الرئيسية » » آن لشاعر الجزائر أن يسطع من 'تاهات'

آن لشاعر الجزائر أن يسطع من 'تاهات'

بقلم: محمد ياسين رحمة-- أجمل شروق للشمس في العالم وأجمل غروب أيضا، هو ذلك الذي يقودك إليه ممرّ الأسكرام على "تاهات" أعلى قمة جبلية في الجزائر (حسب اليونيسكو). كما يقودك الممرّ إلى ممرّات تاريخ بشري في فضوى سحر طبيعي في عمق الصحراء الجزائرية وإدهاش لصخور احتفظت برسومات ونقوش مُلوّنة يعود تاريخها إلى ما بين 8000 و2000 ق م، وتنتظر من يستنطق حكاياها عن جغرافية الأرض وتحوّلاتها.

بكل ما في "تاهات" من رمزية للعمق والعلوّ والجمال، اختارت جمعية الكلمة للثقافة والإعلام أن تغيّر تسمية "مسابقة شاعر الجزائر" إلى "جائزة تاهات" للشعر الجزائري.. وقد أثارت هذه المبادرة جدلا بين الشعراء والكتّاب والإعلاميين من داخل الجزائر وخارجها، بين رافض ومتوجّس وبين مُصّر أن يسطع شاعر الجزائر من تاهات الشعر ويعيد شدّ حبال الصوت الشعريّ الجزائري كي يصدح في آفاق الضاد بالقوة التي تدفع إلى إعادة اكتشاف خارطة الإبداع الشعري الجزائري عربيا وعالميا.

• "الكلمة" تعيد تأثيث بيت الشعر الجزائري

تضجّ التقارير الرسمية الجزائرية بأرقام حسابية صادمة تدّعي أن أكبر ميزانية للثقافة إفريقيا وعربيا لسنة 2011، هي ميزانية الثقافة الجزائرية، ويتهامس المثقفون بحرقة وخجل عن صخرة سيزيفية منقوش عليها "الأزمة الثقافية"، صخرة كتمت على الأنفاس وأرّقت الشعراء والكتّاب والفنانين التشكيليين وكل من به مسّ إبداعي أصيل. وكأن قدر الجزائر أن تجرجر هذه الصخرة في بوتقة زمن لا يبدو أنه تقدّم أو يريد أن يتقدّم منذ تلك الساعة التي لا يجرؤ المبدعون الحقيقيون أن يضبطوا توقيتها.

بعيدا عن إضجاج تلك الفعاليات الرسمية التي استهلكت من الأموال ما يكفي لقيام "وطن ثقافي"، وفشلت حتى في انتشال واحد من أكبر شعراء الجزائر من عزلة الوجع المتألم بكبرياء الصمت.. انفلتت "الكلمة" من دفاتر الكلام الذي يقول والذّي لا يقول، وأحدثت رجّة في جسد الثقافة الجزائرية، فبعثت بعض الحياة في الخمول الثقافي الجزائري وحفّزت الكتّاب والشعراء والأدباء والتشكيليين أن يمدّوا الخطى بالوثوق الذي تستلزمه مسالك الوصول إلى الغايات النبيلة. فبعثت مبدعين من قبو النسيان واحتفت بأسماء لها تاريخ في العطاء الأدبي والإبداعي، ورسمت جغرافية للأدب الجزائري لا مفاضلة فيها لمنطقة على أخرى ولا لجيل على آخر.. واستطاعت أن تكون جمعية الكلمة للثقافة والإعلام بامتياز.

• العالم يغنّي "عبدالقادر يا بوعلام.."

سقط اسم الشاعر الشيخ "عبدالقادر بطبجي" ولم يبق من المائتين وخمسة وعشرين بيتا سوى تلك الشذرات من قصيدة "عبدالقادر يا بوعلام.." وانحرف الغرض والمعنى من صوفية تقرأ ملامح الإنسان في مرايا النقاء إلى معنى آخر غلبه اللحن الموسيقي، فخفت الصوت الشعري ودوّى صوت المغنين بلهجات عربية متعدّدة: "عبدالقادر يا بوعلام..".

وكثيرة هي الأصوات الشعرية الجزائرية المخبوءة في طيات القرون تترقّب روحا ممسوسة بأريكيولوجيا الشعر كي تعيد بعثها في مدارات اهتزاز اللفظ والمعنى والغرض، وتصبّها في نهر الشّعر العربي كقيمة تراثية وثروة أدبية عربية أصيلة.

ولعلّ أهم ميزات هذه الأصوات الشعرية أنها حملت رسالة تأصيل الهويّة والحفاظ على الشخصية الوطنية ومرافقة الثورات الشعبية الجزائرية في أكثر الأزمنة قسوة وتوحّشا على الإنسان الجزائري الذي عمل الاستعمار على محاولة تفريغه من قيمه واجتثاثه من تربة عقيدته وانتمائه وأصالته.

ولمّا يزل العالم يغنّي "عبدالقادر يا بوعلام" ولكنه يجهل أن الصوت الحقيقي لهذه "الصرخة" قادم من عمق الوجع الجزائري، ولعله من أجل هذا اختارت "الكلمة أن يسطع شاعر الجزائر مرة في السنة من "تاهات الشعر" تماما كما يسطع من "تاهات القمة" كل يوم أجمل شروق للشمس في العالم.

• "القصيدة الديوان".. كشف شعري جزائري

لم ينقطع الصوت الشعري الجزائريّ عن الفضاءات العربية، وكان حاضرا متفاعلا وفاعلا حتى في أحلك الظرفيات التاريخية التي عرفتها الجزائر، واستطاع أن يتطوّر ويطوّر في أدواته وتقنياته وأوجد "مختبرا شعريا جزائريا" أصّل التجربة الشعرية وخلع عليها "اللمسة" الجزائرية المميّزة. ولعل "القصيدة الديوان" واحدة من أهم "إنجازات" الشعر الجزائري، وإن لم تأخذ حظّها في الدراسة والتحليل عربيا.

والصّوت الشعري الجزائري حملته إلى الفضاءات العربية دواوين ونصوص وقراءات استطاعت "الطيران".. كما حمله شعراء تحرّروا من أسر الجغرافية وأوجدوا لهم مواقع في أقطار عربية كثيرة.. وغالبا ما كان "تقييم" التجربة الشعرية الجزائرية يستند إلى ما "طار" ومن "وصل"، وفي هذا الأمر كثير من التجنّي على الأدب الجزائري وأيضا على أسماء هي عماد الشعر الجزائري حتى وإن لم تكسر الشرنقة.

ولمّا تزل خارطة الشعر الجزائرية مجهولة عربيا لأن أسماء كبيرة مجهولة في الفضاءات العربية، وأصوات قوية جدا ومجددة في الشعر لمّا تزل تعاني أزمة الأسر في الشرنقة الجزائرية.

• "الكلمة" تكسر الشرنقة

هي شرنقة أسرت أصواتأ شعرية كبيرة ولم تستطع صناعة الكتاب وتقاليد النشر والتوزيع في الجزائر ولا الفعاليات الآنية المحفوفة بالسؤالات.. أن تكسرها، وتحمّلت "الكلمة" مسؤولية كسرها كي يتحرّر الصوت الشعري من أعماق الجزائر العميقة، ويتحرّر الشعر الجزائري ممن فرض عليه وصاية من خارج الجزائر، ويسطع الشاعر من شروق "تاهات" لينسج التجليات الحقيقية لقصيدة هام بها الزمان عشقا وافتنانا.. تلك القصيدة التي أعجزت اللغة ولم يقلها شاعر بعد.. أبجدية المحبة والتواصل والسّمو الإنساني على جغرافية العرب.


أنشر الموضوع


أنظر قسم

مجلة صوت إنسان

مجلة قيد التجريب ملحقة بمجموعة فيسبوكية دشردتنا

0 التعليقات على "آن لشاعر الجزائر أن يسطع من 'تاهات'"

اكتب تعليقا