تحميل...

منوعات

جديدنا في بريدك

    اشترك في نشرتنا البريدية:

حوار إنسان

كلام من القلب

  • المزيد »

قراءة في عنوان

  • المزيد »

مقال الرأي

قضايا وملفات

صورة وتعليق

مقالات مترجمة

رسالة إلى المعني

قالت الحكاية

فن وثقافة

أخبار ومتابعات

الرئيسية » » المساجد صارت حظائر وحانات

المساجد صارت حظائر وحانات

للتهويد في إسرائيل وجه آخر كثيرا ما يغيب عنا. ذلك أن نشرات الأخبار عادة ما تتحدث عن الاستيلاء على الأراضي والبيوت التي يملكها الناس، لكنها لا تتوقف كثيرا عند الاستيلاء على بيوت الله. وقد كان مفاجئا لي على الأقل أن أتعرف على ذلك الوجه المسكوت عليه في كتاب أخير حول الأوقاف الإسلامية في فلسطين لمؤلفه الدكتور سامي محمد الصلاحات (أصدره مركز الزيتونة للدراسات في بيروت). فقد أورد الكتاب بيانا مفصلا بما جرى لتلك الأوقاف وكيف استباحتها السلطات الإسرائيلية، ليس فقط لكي توظفها في منافع أخرى، ولكن أيضا لمحو كل أثر للعرب والمسلمين في فلسطين.

لحسن حظ الأوقاف أنها لا تتم إلا بناء على «حجة» تسجلها. ولذلك فإن كل ما أوقف لوجه الله في فلسطين له وثائقه التي تثبته وتحدد صاحبه ومساحته ووظيفته. ورغم أن الكتاب يتحدث عن الأوقاف بشكل عام في الأراضي التي احتلت عام 1948 وتلك التي جرى احتلالها في عام 1967، إلا أنني سأتوقف عند المساجد وما جرى لها في ظل الاحتلال. إذ تبين من الحصر أن هناك 45 مسجدا تم تدميرها تدميرا كاملا و45 مسجدا دمرت بصورة جزئية و8 مساجد تم تحويلها إلى كنس ومعابد لليهود، والأخيرة بيانها كالتالي: المسجد اليعقوبي في صفد ـ مصلى ياقوت في قضاء طبريا ــ مصلى الست سكينة في طبرية ــ مصلى الشيخ دانيال في قضاء بيان ــ مسجد العقولة في العقولة ــ مسجد كفرتيا بكفار آثا ــ مسجد طيرة الكرمل بقضاء حيفا ــ مصلى الشيخ شحاتة في عين غزال (حيفا) ــ مصلى سمعان بشمال غرب قلقيلية ــ مصلى النبي يامين غربي قلقيلية ــ المسجد البازوري بالبازور ــ مصلى أبي هريرة ومسجد النبي روبين بقضاء الرملة ــ مصلى الغرباوي غربي قرية المدية ــ مسجد وادي حنين قضاء الرملة ــ مسجد قرية العباسية قضاء يافا ــ مسجد النبي صمويل بالقدس ــ مسجد حارة الجورة بصفد.
هناك أيضا 16 مسجدا استخدمت لأغراض أخرى وبيانها كما يلي: مسجد الزيب بقضاء عكا حول إلى مخزن للأدوات الزراعية ــ مسجد عين الزيتون بقضاء صفد أصبح حظيرة للأبقار ــ المسجد الأحمر بصفد حول إلى ملتقى للفنانين ــ مسجد السوق بالمدينة ذاتها تحول إلى صالة عرض للصور والتماثيل ــ مسجد القلعة في صفد أيضا حول إلى مكاتب لبلدية المدينة ــ مسجد الخالصة بكيريات شمونة حول إلى متحف بلدي ــ مسجد عين حوض بقضاء حيفا حول إلى مطعم وخمارة ــ المسجد القديم في يسارية بساحل حيفا حول إلى مكتب لمهندسي شركة التطوير ــ المسجد الجديد في قيسارية بساحل حيفا حول إلى مطعم وخمارة ــ مسجد الحمد بهضبة الجولان استخدم كمخزن للخمور ولمعدات أحد المطاعم ــ مسجد السكسلة في يافا حول طابقه الأرضي لمصنع للبلاستيك أما الطابق العلوي فقد تحول إلى مقهى للعب القمار وبيع الخمور ــ مسجد مجدل عسقلان في مجدل عسقلان حول إلى متحف وجزء منه حول إلى مطعم وخمارة ــ مسجد المالحة بالقدس احتل أحد اليهود جزءا منه لبيته، ويستخدم سقف المسجد لإحياء السهرات الليلية للجيران ــ المسجد الكبير في بئر سبع مهمل وكان قد حول في السابق إلى متحف ــ المسجد الصغير في بئر سبع تحول إلى دكان لشخص يهودي।

في أعقاب مذبحة المسجد الإبراهيمي الشهيرة بالخليل التي وقعت في عام 1994 قامت السلطات الإسرائيلية بتقسيمه بين العرب واليهود، وحولت الجزء الأكبر منه إلى كنيس يهودي. وفي الجزء الذي تبقى للمسلمين اتخذت إسرائيل الإجراءات التالية: وضعت بوابات إلكترونية لتفتيش الداخلين على بوابات المسجد السبع ــ قامت بتركيب 30 آلة تصوير إلكترونية داخل المسجد وعلى بواباته الخارجية ــ قامت أيضا بتركيب جهاز إنذار (إنتركوم) داخل المسجد إضافة إلى عدد كبير من الكشافات ــ تم أيضا تركيب أبواب كهربائية داخل المسجد ــ وضعت حواجز عسكرية ومراقبة ثابتة على جميع الطرق المؤدية إلى المسجد ــ تم الاستيلاء على ساحات المسجد الإبراهيمي (نحو ستة أفدنة)، رغم أنها مسجلة لدى دائرة تسجيل الأراضي باعتبارها أوقافا إسلامية، ومنع المسلمون من الدخول إليها، ولم يسمح إلا لليهود بذلك ــ وضع مركز للشرطة الإسرائيلية على أرض المسجد دون وجه حق ــ أغلق الشارع الشرقي للحرم، ومنع المسلمون من الدخول إليه للوصول إلى المسجد، علما بأن هذا الشارع يخدم عشرات الآلاف من السكان القريبين من المسجد.
قبل عدة سنوات قامت الدنيا ولم تقعد لأن حركة طالبان أقدمت على هدم وتشويه تمثالين بوذيين في منطقة «باميان» في أفغانستان. ونظم المثقفون والسياسيون بكائية عالية الصوت في أنحاء الكرة الأرضية حزنا على وحشية جماعة طالبان وتنديدا بعدوانهم على تراث الإنسانية. لكن ذلك كله حدث لمساجد المسلمين (لا تنسى ما فعله الإسرائيليون بالمسجد الأقصى) كما حدث للأوقاف التي نذرها الخيرون لوجه الله تعالى. ولم يحرك ذلك أحدا من الغيورين على تراث الإنسانية ودور العبادة.
لو كانوا بوذيين أو أصحاب أي ملة أخرى لارتفعت الأصوات بالاحتجاج ولانتفضت ضمائر الغيورين. لكن المشكلة أنهم مسلمون، ولأنهم كذلك فلا بواكي لهم.

فهمي هويدي عن الشرق القطرية


أنشر الموضوع


أنظر قسم

مجلة صوت إنسان

مجلة قيد التجريب ملحقة بمجموعة فيسبوكية دشردتنا

0 التعليقات على "المساجد صارت حظائر وحانات"

اكتب تعليقا